أكذوبة بعد الإسلام عن العقل والمنطق

Advertisement

 

أكذوبة بعد الإسلام عن العقل والمنطق

إن الكثير من أصحاب العلمانية وأعداء الإسلام يظنون بان الإسلام بعد عن العقل وأهمل التفكير, وان ما يحتويه الإسلام من نصوص قرآنية وأحاديث نبوية شريفة لا تتواءم مع العقل ولا تتفق مع المنطق، ولا تتناسب مع العالم الحديث من تكنولوجيا صناعية وتقدم وتطور، ويظنون أن الإسلام لا يتواكب مع العصور ويقف عند عالم الأشياء.

ولكننا نكذب هذا الادعاء الذي افتراه علينا الغرب وأعداء الإسلام، حيث أن الإسلام يتسم بالعالمية؛ لان أداة فهمه هي العقل المستخدم في التفكير والتدبر بأمر من الله- سبحانه وتعالى– لجميع عباده حيث دعاهم إلى التفكير في آياته ومخلوقاته وملكه وملكوته حيث يقول تعالى: ” قل انظروا ماذا في السماوات والأرض” }يونس 101{ ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “فكروا في ألاء الله ولا تفكروا في ذاته لأنكم لم تقدروا” وأمرنا الله أيضا بان نتفكر في أمور العقيدة والتوحيد؛ حتى يكون إيمانهم على ثبوت ويقين، ونحن نعلم أن “الإمام الغزالي” فكر كثيرا في الله وإلوهيته حتى أدرك النور من الظلام ووصل إلى درجة كبيره من الثبوت واليقين والإيمان.
 

فالقران  الكريم هو معجزة النبي-صلى الله عليه وسلم– التي حملها للعالمين، ويرشد أصحاب العقل بالبينة والفهم والموعظة الحسنة، فالقران الكريم يخاطب العقل والوجدان والضمير، كما أراد الله– جل ثناءه- أن يخاطب البصيرة ويعلم الناس أن النبي ما هو إلا بشر ورسول حيث قال تعالى: ” قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا ورسولا” }الإسراء 93{ فالقران الكريم هو كائن حي مناسب لكل زمان ومكان، فهو المعجزة الخالدة لكل العصور؛ حيث تنبأ بأشياء لا تستنتج إلا عن طريق العقل والتفكير. فكيف يكون الإسلام جامدا ومتوقفا عند عالم الأشياء؟

حينما نزل القران على النبي- صلى الله عليه وسلم– كان معجزه للعرب جميعا؛ لأنهم كانوا أهل لغة وفصاحة وشعر ونظم للقصائد, فلما نزل القران كان محاربا للغتهم وكان أفضل من أشعارهم؛ حتى قال احد المشركين آن ذاك وهو الوليد بن المغيرة: ” إن له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان أعلاه لمثمر وان أسفله لمغدق وانه يعلوا ولا يعلى عليه وما هو بقل البشر”.

ونحن أيضا نعلم أن القران والسنة هما مصران للتشريع عند الإسلام المسلمين، فكيف يكون بعيدا عن العقل ومتجاهلا للتفكير وهو يحتوي على آيات كثيرة مخاطبة للعقل حيث يقول تعالى: ” أفلا تعقلون” }البقرة 44{ومخاطبا للتفكير حيث يقول تعالى: ” لعلكم تتفكرون” }البقرة 219{،ومخاطبا للتدبر حيث يقول تعالى: ” أفلا يتدبرون القران” }النساء 82{، ومخاطبا لأولي الألباب حيث يقول تعالى: “فاتقوا الله يا أولى الألباب” }المائدة 100{، فبعد كل هذه الآيات. كيف يكون الإسلام بعيدا عن العقل والتفكير؟!

فلقد أمرنا القران الكريم في كثير من آياته بالنظر والتأمل والتفكر، فالقران الكريم لا يذكر العقل مره واحدة إلا في مقام التعظيم والتنبيه إلى التفكير في وجوب العمل والرجوع إليه، ولا تأتي الإشارة فيه على سبيل الإعراض عنه بل تأتى جازمة في كل موضع ومؤكدة باللفظ والدلالة على دور العقل وأهميته، بل فضله النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: ” تفكر ساعة خير من عبادة ألف عام”.
وقد أدرك “البابا الفاتيكان” أن الإسلام يمجد العقل والتفكير، وانه دين جاء بالمزج بين الدنيا والآخرة والروح والمادة، وعليه. فان الإسلام والمسلمين كانوا مهد لجميع العلوم وبدايتها، حيث كانوا أول من ترجموا الفلسفة اليونانية قبل أن تنقل إلى الغرب والتاريخ الأوروبي، فمنهم “ابن سينا” الذي طور كثيرا من الطب, ومنهم“الخوارزمي” الذي اخترع علم الجبر الذي سهل علينا كثيرا في علم الرياضيات، وغيرهم من العلماء الذين أبدعوا في كثير من العلوم.
وفي الحقيقة فان هناك الكثير ممن أساءوا إلى الإسلام ؛ بسبب عدم فهمهم لفلسفة الدين الإسلامي الصحيح، وذلك بسبب تعصبهم ألعقيدي وفكرهم الذاتي الذي يبتعد كل البعد عن الإسلام الحقيقي وفهمه الفهم الصحيح وعظمة فكره, وبسبب أيضا فكرهم السطحي للإسلام، وعلى رأسهم العلمانيون المعاصرون.

 

يقول تعالى معظما للمفكرين: ” الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا مت خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار” }آل عمران 191{.
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *