العوامل التي تؤثر في التذكر
العوامل التي تؤثر في التذكر
ما هو التذكر ؟
التذكر هو استجابة معينة تنتج من مثير ، ولا بد أن يكون هذا المثير خاص بموضوع الاستجابة ، أو قريب منها .
يعني حتى نستجيب ونتذكر شئ معين مر عليه فترة من الزمن ، لابد من وجود شئ يذكرنا به ، حتى أنك عادة ما تقول لنفسك : ” ماذا جعلني أتذكر كذا وكذا ؟ “
بحثا منك عن المثير ..
وتتعدد المثيرات التي تسبب التذكر ، ومنها على سبيل المثال :
الأسماء :
عادة ما نتذكر شخصا ما نحبه ، أو نكرهه ، لورود اسمه أمامنا ، أو اسم يشبه اسمه ، أو ورود لفظ يحتوي على لفظه .
ونحن حين نتذكر الشخص قد نتذكر معه مواقف مثيرة ، نتذكر طريقته في الكلام ، نتذكر مواقفه ..إلخ .
الأماكن :
حينما نزور مكانا معينا بالطبع نتذكر أحداثا ماضية حدثت لنا في هذا المكان ، خصوصا إذا كنا قد مكثنا في هذا المكان فترة زمنية معينة .
فمثلا إذا قدر الله لك أن تزور المدرسة الثانوية التي كنت فيها سابقا ، فسوف تتذكر المعلمين الذين درسوا لك هناك ، وقد يكون منهم من مات ، ومن لم يزل على قيد الحياة ، وقد تتذكر فريق كرة القدم في هذه المردة الذي كنت تلعب معه .. إلخ .
ويعتبر الارتباط المكاني مهم جدا في عملية التذكر ، فحين تريد تذكر أمرا ما قد حدث في مكان معين ، فإن وجودك في هذا المكان يعتبر أمرا ضروريا بالنسبة لعملية التذكر ، ونحن نجد كثيرا ما تذهب ( النيابة العامة ) في التحقيق إلى مكان الحادث .
وتأخذ المتهم إلى ذات المكان حتى يقوم بتمثيل الجريمة ، وتذكر كل ما وقع في هذا المكان .
إن الذكريات تنصب عليك صبا حين تكون في نفس المكان الذي حدثت فيه الوقائع الأصلية .
الزمان :
ليس المقصود بالزمان ، بعني رجوع الزمن فالزمن قطعا لا يرجع ، لكن عندما يمر عليك الغروب مثلا ، فأنت تتذكر هذه اللحظات في أيام سابقة ، أو في أماكن سابقة كنت وقت الغروب فيها في عمل معين ، وهكذا .
نعم ، إن الارتباط الزماني ، سواء المرتبط بمواقيت الصلاة أو المرتبط بوقت معين ، أو بشهر معين ، أو بيوم معين .
هذا الارتباط يساعدنا كثيرا في تذكر الأشياء التي حدثت في نفس الزمان ، أو في زمان مشابه .
وعلى سبيل المثال ، يوم الجمعة ، بالطبع يذكرك بخطبة الجمعة ، والخطباء الذين مروا عليك في مسجد معين ، وطريقة خطابة كل منهم وإجادته للخطبة ، أو إطالته لها أو تقصيره .. إلخ .
كما يذكرك أيضا بالإجازة أو العطلة الأسبوعية ، والأماكن التي تتردد عليها عليها في العطلة ، وزيارة الأقارب أو الأصدقاء وغيرهم كل هذا لمرور هذا اليوم المرتبط بعدة أمور لدينا .
الصور :
قد ترى شخصا ما ، أو صورته فيذكرك بشخص آخر ، وتستدعي صورة ذلك الشخص نتيجة تشابه بين هذا وذاك .
كذلك قد ترى في التلفاز صورة الكعبة مثلا ، أو المسجد النبوي فسيذكرك بهذه الأماكن المقدسة إن كان سبق لك الحج أو العمرة وقد تستدعى كل الذكريات التي حدثت لك آنذاك ، والأشخاص الذين قابلتهم هناك وغير ذلك من الأمور المرتبطة بها .
وهكذا تصلح الصور كمثير قوي للذكريات ، ولسرعة الاستجابة لتذكر أمر معين .
الأسلوب :
قد تتحدث مع شخص معين ، فسيذكرك أسلوبه بشخص آخر يشابه نفس الأسلوب في الحديث ، وتستدعي ذكريات أخرى مكملة لهذا الأمر .
أو قد تسمع شخصا ما يتحدث في الراديو أو التلفاز ، بأسلوب معين أو بطريقة معينة فتتذكر شخصا آخر نتيجة للتشابه في الأسلوب أو طريقة العرض ، وليس في أسلوب الكلام فقط .
الرائحة :
قد يستغرق البعض من اعتبار الرائحة مثير للتذكر ، لكن هذه حقيقة ، إن الرائحة هي مثير قوي من مثيرات التذكر .
فإذا شممت رائحة معينة كنت قد شممتها من قبل من شخص معين ، فإن هذا يساعدك على تذكر هذا الشخص ، وتقول : إن فلان يضع نفس هذه الرائحة .
ولهذا فإن الطالب الذي يذاكر في جو معين ، فإن توفير هذا الجو يعد مثيرا قويا لتذكرة المعلومات التي تم مذاكرتها .
حتى أن يضع نفس العطر الذي كان يضعه ، هذا يذكره بالجو العام ويستدعي صورة هذا الجو ، مما يساعده في تذكر المعلومات التي ذاكرها في نفس الجو .
إن استدعاء أكبر عدد من المؤثرات أو المثيرات كالتي ذكرناها سابقا وغيرها يساعد على سرعة التذكر ، بل وعلى التذكر الجيد .
عوامل أخرى مرتبطة :
هناك عدة عوامل ترتبط بالذاكرة ، وقد تكون مقصودة أو غير مقصودة ، لكن ورود هذه العوامل يساعدنا كثيرا في التذكر .
من أمثلة ذلك ، سماع أغنية معينة تكون قد تعودت سماعها في وقت معين ، أو مع شخص معين ، أو في أوقات المذاكرة أو غير ذلك من الأمور .
عندما تسمع هذه الأغنية مرة أخرى فإنك تتذكر نفس الموقف الذي كنت تسمعها فيه من قبل ، وقد تتذكر أشخاص معينين ، أو أفكار معينة .. إلخ .
كما أن هناك عوامل أخرى خفية ، مثل الحالة النفسية للإنسان كالخوف أو القلق أو الحب .. هذه العوامل أيضا تساعد في التذكر أو تعين التذكر حسب نوع التذكر الذي يتذكره الشخص .
كما توجد غير ذلك أمور في اللاوعي أو اللاشعور عند الإنسان هذه الأمور أيضا تمثل معينات أو معوقات للذاكرة حسب طريقة ارتباطها بالحديث المواد تذكرة ، سلبيا أو إيجابيا .