نسائكم حرث لكم ستتفاجأ عندما تعلم المعنى الحقيقي لقوله الحق تعالى {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ}
كثيرا من الناس لايعرف المعنى الحقيقي لبعض الأيات القرأنية وبعضهم من يفهمها بالعكس أو يتجاهلون الحقيقة لكي يفعلوا ما يشاؤون ، لكن هذا ليس بالأمر الصواب لأن القرآن الكريم هو كلام الله الذي أنزله على عبده محمد عليه السلام؛ ليبلغه للناس أجمعين، وهو كتاب الإسلام الخالد؛ ليهدي الناس لطريق الخير ويخرجهم من الظلمات إلى النور“كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلماتٍ إلى النور” .
وهذا الموضوع سنتحدث بإذن الله عن أية من القرأن الكريم الكثير من الناس لا يعرفون معناها الحقيقي وهذه الأية جاءت في سورت البقرة والتي يقول فيها الله تعالى : (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)
فهذه الأية الله تعالى يفسح المجال لتمتع الرجل مع المرأة على أي وجه من الأوجه بشرط أن يتم الإتيان في محل الإنبات وقد جاء الحق بكلمة {حَرْثٌ}هنا ليوضح أن الحرث يكون في مكان الإنبات ، وقال تعالى{وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ}سورة البقرة الأية 205 .
فأتو المرأة في مكان زرع ، زرع الولد ، فأما المكان الذي لا ينبت منه الولد فلا تقربوه . وبعض الناس فهمو خطأ قوله تعالى :{فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ} ، معناه إتيان المرأة في أي مكان في جسمها ، وذلك خطأ لأن قوله تعالى {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ} ، يعني كما قلنا مكان إستنبات الزرع ، والزرع بالنسبة للمرأة والرجل هو الولد ، فإذا أتاها في المكان الذي ينجب منه الولد في أي جهة شأت .
نسائكم حرث لكم
ويتابع الحق قوله تعالى : {وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ} ، أي إياك أن تأخد المسألة على أنها إستمتاع جنسي فحسب ، فإنما يريد الحق سبحانه وتعالى بهذه اللذة الجنسية أن يحمي متاعب ماينشأ من هذه اللذة ؛ لأن الذرية التي ستأتي من أثر اللقاء الجنسي سيكون لها متاعب وتكاليف ، فلو لم يربطها الله سبحانه تعالى بهذه اللذة لزهد الناس في الجماع . ومن هنا يربط سبحانه وتعالى بين كدح الأباء وشقائهم في تربية أولادهم بلذة الشهوة الجنسية حتى يضمن بقاء النوع الإنساني ومع هذا يحذرنا الحق أن نعتبر هذه اللذة الجنسية هي الأصل في إتيان النساء فقال : {وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ} يعني أنظرو جيدا إلى هذه المسألة على ألا
تكون هي الغاية ، بل هي وسيلة ، فلا تقلبوا الوسيلة إلى غاية ، {وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ} أي إدخروا لأنفسكم شيأ ينفعكم في الأيام المقبلة .
إذن فالأصل في العملية الجنسية هو الإنجاب وليس المتاع اللحظي العاجل عل أنه هو الغاية بل خدوه على ماهو أت .
وكيف نقدم لأنفسنا أو ماذا نفعل ؟
حتى لا نشقا بمن يأتي ، وعليك أن تتبين هذه العملية فقدم لنفسك شيئا يريحك ، وافعل ما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم … ساعة تأتي هذه النعمة وتقترب من زوجتك لابد أن تسمي الله ويقول : (اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان مارزقتني ).
وعندما يأتي المسلم أهله وينشأ وليده فلن يكون للشيطان عليه دخل . وقال بعض العلماء : لا يمكن أن يأثر فيه سحر ، لماذا كل ذلك ؟ لأنك ساعة إستنبته أي زرعته في مكان الحرث ، ذكرت الله ومادمت ذكرت الله فقد جعلت لإبنك حصانة أبدية .
وعلى عكس ذلك ينشئ الطفل الذي ينسى الله والده الذي يباشر أهله فيقع أولاده فريسة للشيطان .{وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ} ، أي قدمو لأنفسكم مايريحكم وما يطيل أمد حياتكم وأعمالكم في الحياة ، لأنك عندما تقبل المسألة بنية إنجاب الأولاد ، وتذكر الله وتستعيد من الشيطان فينعم عليك الله بالولد الصالح ، فهذا الوالد يدعو لك ، ويعلمو أولاده أن يدعو لك ، وتبقى المسألة متسلسلة فلا ينقطع عملك إلى أن تقوم الساعة وهنا تكون قدمت لنفسك أفضل ما يكون التقديم