Advertisement
متع عقلك

النوم المريح والهادئ يدعم الذاكرة

يرى الباحثون وعلماء النفس أن النوم المريح الهادئ يدعم الذاكرة ، ويفيد عملية تخزين المعلومات ، ولهذا فإن النوم بعد الحفظ مباشرة قد يساعد في حفظ قوي ومركز للمعلومات ، وتحت عنوان ( النوم المريح علم وفن ) كتب محمد كامل عبد الصدم :

Advertisement

” ولقد أظهرت نتائج الدراسات والأبحاث التي أجريت مؤخرا أنه قد أمكن تجديد ما بين ثلاث وخمس مراحل لظاهرة النوم ، يمكن اختصارها في مرحلتين :

النوم البطئ ، النوم المتناقص :

ففي مرحلة النوم البطئ الذي يتخلله عادة افراز الجسم لهرمون النمو دورا في عملية تجديد الأنشطة والخلايا بدء من الرأس وحتى إخمص القدمين مرورا بالجهاز المناعي .

اما النوم المتناقص فتعد مرحلة شديدة النشاط حيث تكثر فيها الأحلام ، ويسترخي العضلات كليا ، وتتحرك العينان بشكل دائم في حجريها ، ويضطرب ضربات القلب ، كذلك إيقاع التنفس وتعتبر هذه المرحلة من النوم ضرورية لتوازن وظائف الجسم والدماغ .

ويؤكد البروفسيور الفرنسي ( ميشال جونيه ) الباحث بقسم علم الأحلام الجزئية التابع لمركز الدراسات العلمية والأبحاث الطبية في ( ليون ) أن : ” النوم المتناقص يتيح للمرء تذكر كل تصرفاته وأفعاله بانتظام ، وهو كذلك مرحلة مهمة في عملية تخزين المعلومات في الذاكرة ، ذلك أن تحليل المعلومات يتم خلال رحلة النوم التي تلي التعليم ، أي النوم المتناقص يبني الذكريات ويقويها ، وكلما كان التعلم صعبا ، كانت مرحلة النوم المتناقص أطول ” .

كما أظهرت نتائج تلك البحوث أن النوم يساعد على الابتكار والإبداع ، وأنه للحفاظ على الأحلام في الذاكرة ينصح المرء بضرورة شرب نصف كوب من الماء قبل النوم ، ونصف كوب آخر عند الإستيقاظ ، أما بالنسبة إلى غالبية الناس فيتراوح متوسط عدد ساعات النوم في الليلة الواحدة مابين 7 أو 8 ساعات في حالات معينة يحتاج البعض إلى أقل من 2 ساعات ، في حين يحتاج البعض إلى أكثر من 9 ساعات ( وهي حالات نادرة ) .

ويلاحظ أن النوم المفيد هو الذي يكون فيه عدد ساعات النوم البطئ ( العميق ) متساويا مع عدد ساعات النوم المتناقض .

كما يلاحظ أن الشعور بالنعاس نهارا يمكن أن يكون طبيعيا ، فهو إن حصل بعد الظهر يكون بسبب إيقاع الجسم البيولوجي أو بسبب عدم تنظيم الوقت ، وفي الحالتين لايمكن تجنبه .

وأوضحت هذه البحوث أنه يجب ألا ننسى أن الجسم يتنفس خلال الليل ، وهو يفقد كل ليلة ثلاثة أرباع اللتر من الماء على شكل عرق ينتقل إلى الفراش والهواء ، لأجل هذا ينصح الخبراء بتهوية الغرفة بشكل طبيعي يتيح للفراش التخلص من رطوبته .

وهناك خطر آخر غير الرطوبة يحيط بالنائم بدون أن يشعر به ، وهو يتمثل في وجود الآلاف من القراضات ، تلك الكائنات الصغيرة الدقيقة التي تعشش في الفراش و ( الموكيت ) ، ولا يمكن رؤيتها بسهولة ، وهي تقتات على بقايا الجلد الميت الذي يفقد جسمنا منه يوميا ما بين 3 و 5 جرامات .

لذا كانت أهمية التنظيف اليومي للفراش والأرضية للغرفة .
ويعد الضجيج مهما كان نوعه عدوا آخر للنوم ، ويتمثل في صوت أجهزة الإذاعة والتلفزيون المرتفعة المنبعثة من الجيران ، أو صرير السيارات والشاحنات أو غير ذلك من الأصوات المزعجة .

ومن الجدير بالذكر أنه قد أثبتت التجارب التي أجريت على بعض النائمين ممن يقطن بالقرب من تقاطع الطرق ، أن النبض يزداد بسرعة في كل مرة تضاء فيها الشارة الخضراء لحظة انطلاق الشاحنات والسيارات ، ويتحدد مدى اضطرابه بحدة الصوت وتردده .

ولهذا ينصح العلماء بضرورة اختيار الجدران العازلة للصوت ، إغلاق النوافذ بزجاج مزدوج .
من أعداء النوم المريح أيضا الحرارة المرتفعة في الغرفة فقد تبين أنه كلما كان الجو باردا كان النوم عميقا و مريحا أكثر .
وقد أظهرت نتائج تلك البحوث أيضا أهمية الاتجاه الجغرافي المناسب للسرير ومدى تعرضه للتيارات الارضية ، مثل كهربائية ومغناطيسية ، ولذا كانت أهمية الابتعاد عن مصادر الكهرباء الساكنة وغير الساكنة .

النوم الصناعي واضطرابات النوم :

قام فريق من الباحثين بدراسة خاصة شملت 31 شخصا ، واستمرت ثلاثة أيام ، وذلك لمعرفة ما إذا كان التعرض لنور حقيقي أو معتدل القوة يؤثر في ساعتنا البيولوجي كما يفعل النور الطبيعي ، والذي تتراوح قوته مابين 8 و 13 ألف ( لوكس ) فعندما وصلت حرارة أجسام المتطوعين إلى حدها الأدنى ، قام الباحثون بتعرضهم لضوء بلغت قوته على التوالي 180 – 1260- 9500 ( لوكس ) وذلك خلال خمس ساعات متواصلة ، وكان خلالها تقاس حرارة الجسم بشكل دقيق جدا .

فتبين أن المؤثرات الضوئية مهما كانت ضعيفة فإنها تغير حرارة الجسم ، مما يدل على تأثيرها في الساعة البيولوجية .

وبالتالي اسنتج الباحثون أن التعرض المتواصل للأنوار الصناعية – وبخاصة خلال الليل – يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في النوم .

ومن الجدير بالذكر أنه بفضل تأثير الساعة البيولوجية وبمساعدة مادة ( الميلاتونين ) يشعر الإنسان بالنعاس ليلا وينتقل من حالة اليقظة إلى حالة النوم اللتين تختلف فيهما وظائف الجسم الحيوية تماما ، مما يؤدي إلى إيقاع بيولوجي خاص بكل جسم .

Related Posts

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *