ما معنى الصداقة؟ الصداقة الحقيقية دوما ما تبكي القلب

Advertisement

ما معنى الصداقة؟

الصداقة: هي أن يصدقك صديقك في حديثه معك وفى تصرفاته وان يصدق الصداقة ويصونها ويحفظها فهي تعني الصدق في القول والعمل. لذلك قال الشاعر:
“صادق صديقا صادقا في صدقه… فصدق الصداقة في صديق صادق!”

إن الصداقة تعتبر من اكبر العلاقات الاجتماعية التي يؤسسها الفرد، فهي تعتبر الدافع والمحرك والشحنة المعنوية لكل شخص، لذلك ربما نلاحظ أن الشخص المنعزل عن الناس ولا يكون شبكات اجتماعية لا يبدع ولا يكون ماهرا، فبداية الصداقة تعتبر الحياة الاجتماعية.

ولكن هل الصداقة بين شخصين تقوم على الاستقرار والمجاملة دائما؟ أم هل يكون هناك بعض الاضطرابات والمشاكل ونوعا من العتاب؛ من اجل أن تسير الأمور بشكل طبيعي، لذلك يمكن أن يقع الفرد منا على صديق محبب له ولكن يوجد في صديقه عيوب، لذلك ترى معظم الناس عندما يرى عيبا في صاحبه يتجنبه ويبعد عنه وينهي علاقته معه.

Advertisement

ولكن هذا الأسلوب يدل على جهل هذا الشخص وعدم تحضره؛ لان كل منا لديه عيوب، وعليه فان الأمر يحتم علينا أن نتعامل مع الصديق بعيوبه قبل مميزاته بل ونختار العيب الكامن به قبل المميزات، وأيضا يمكن أن نحول هذا العيب الذي فيه إلى ميزه جميلة، ولا يجب أبدا أن نتجاهل هذا الصديق، فلقد قال “نابليون” مقوله عن الصداقة وعن اختيار الصديق.

كي لا نقع في مشاكل معهم تعتبر من أجمل ما قيل عن الصداقة وهي: “تمهل عند اختيار الصديق وتمهل أكثر عند تركه” أي انه واجب على كل فرد أراد أن يكون علاقة مع شخص آخر أن يتأنى عند اختياره ويرى، هل صاحبي هذا سيكون متوافقا مع ثقافتي وشخصيتي؟ أم لا؟.

لذلك قمت بعمل هذا المقال المتواضع؛ كي أوضح لكم ما هي أنواع العيوب التي نجدها في أصدقائنا؟ وكيف نتعامل معها بشكل لائق ومهذب؟ وكيف نحدث طفرة مميزة وجذابة عند أصدقائنا؟ إذا كان قدرنا وضعنا مع صديق به عيوبوهذا طبيعي جدا فكيف يكون التعامل معه؟

قد حدد علماء النفس العيوب التي تكون في كل شخص منا فمثلا يوجد عيوب في التكوين وعيوب مكتسبة، فالعيوب التي تكون في التكوين: هي عيوب ليست بهينة أو سهلة؛ لأنها عيوب قد فطر الإنسان عليها منذ أن ولد, ويكون من الصعب أن نصنع بها تغيرات؛ لأنها عيوب مرتبطة به بشكل دائم أينما حل وارتحل مثل صفة البخل والجبن وغيرها من الصفات السلبية, إما العيوب المكتسبة: هي العيوب التي يكتسبها الإنسان من خلال مراحله المختلفة في الحياة وكافة تجاربه العديدة، وهذه العيوب من السهل تغيرها ومن اليسير التعامل معها؛ لذلك يجب أن نختار صديقنا على عيوبه قبل مميزاته؛ لأنك أيضا بك عيوب كثيرة.

فلو كل شخص نظر إلى عيوب صديقه بشكل دائم ومستمر، ستصبح الحياة بلا صداقة, فيجب علينا جميعا أن نتغاطا هذه العيوب بل ونحبها ونراها جمال وميزة، ولكن إذا أردنا أن نتعامل مع هذه العيوب فان الأمر يتطلب إلى الكثير من المجهود والممارسة والمزاولة، فإذا كل مره حدث بيننا وبين احد أصدقائنا مشكلة.

وتتضايق بنا صدورنا تجاه تصرفاته؛ يترتب على ذلك أن الحياة ستكون كلها بلا صداقة وبلا محبه وبلا خير وتعاون، ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: ” والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين”(آل عمران 134)، فان الله إذا أمرنا بشيء فمؤكد أن هذا الشيء لا يكون مستحيلا بالنسبة للبشر أو صعب جدا عليهم فعله؛ لان الله لا يطلب منا إلا اليسير فعله, فيكون الأمر هين وسهل، ولكنه يتطلب منا مجهود وعناية أكثر وبذل جهد كبير وسياسة وحكمة في تعامل الصديق، فان الله لا يأمرنا بأي شيء ليس بمقدورنا أو استطاعتنا، لذلك نجد كل ما يأمرنا به دائما إلى ما نقدر فعله وبوسعنا عمله.

وان من عظمة الصداقة أن يحب الصديق لأخيه ما يحب لنفسه، لذلك قال الله تعالى: ” ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة”(الحشر9)، وأيضا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ” لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، فان الصداقة أمر جميل ومكرم عند الله وإلا ما كان خصص لهم مكانة وحباهم بمنزلة عظيمة يوم القيامة، حيث يقول في حديث قدسي: ” أين المتحابون في جلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظله” وقال في حديث قدسي آخر: ” المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيين والشهداء” انظر من عظمة الصداقة جعلها الله في المرتبة الأولى يوم القيامة وحباهم منزلة كريمة وطيبة ومكانة رفيعة عنده يوم القيامة وعظمهم بين الناس، وجعل لهم ما لم يجعله لأنبيائه ولا للشهداء.

فما أعظم ما قيل من الشعر عن الصداقة حيث قال الإمام الشافعي رحمه الله:

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا .:. فدعه ولا تكثر عليه التاسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة .:. وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه .: . ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة .:. فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله .: . ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده .: . ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها .:. صديق صدوق صادق الوعد منصفا

إشراقه:

” إن الصداقة تعتبر من أعظم العلاقات الاجتماعية التي يمارسها المرء، بل ويمكن أن نقول إنها أعظم العلاقات، فالصديق هو الذي يتحمل صديقه ويقف بجانبه في المحنة قبل المنحة، يقابل مساوئه بإحسان ويتعامل معه بكل حب ووئام وإخلاص”

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *