Advertisement
أسرار عن قصر قارون
يقع قصر قارون على بعد 2 كيلو متر من نهاية الطرف الجنوبي لبحيرة قارون، وعلى بعد 60 كيلو متر من محافظة الفيوم، حيث يعتبر من اهم الآثار المصرية في مدينة الفيوم، وقد عرف بقصر قارون الذي جاءت قصته في القران الكريم والذي كان في زمن نبي الله موسى الكليم عليه السلام، حيث كان آية من ايات الله لخلقة في الغنى الوفير والثراء الفاحش، حيث كانت مفاتيح الحجرات التي كانت تضم كنوزه يصعب حملها على مجموعة من الرجال الاشداء في زمن الفراعنة، فنحن علمنا ان المفاتيح فقط يصعب حملها، فماذا عن الكنوز نفسها؟!
لكن قارون بغى على قومه بعد ان وهبه الله واتاه من رزقه، ولا يذكر القران الكريم هذا البغي حتى يتركه مجهولا امام اعيننا؛ ليشمل كل انواع البغي القاسية، فربما بغى على قومه بظلمه واغتصابه لاراضيهم، او ربما بغى عليهم بنفوذه وامواله.
لذلك نصحوه العقلاء والحكماء من قومه بالقصد والاعتدال، فحذروه من الفرح الذي يؤدي بصاحبه الى نسيان المنعم وهو الله الخالق الرزاق، وان يعمل لآخرته ولا يقتصر على جلب ونيل الشهوات والنعم الدنيوية فقط، وذكروه بان هذه الاموال عطية من الله وهبة منه واحسان عليه، فوجب عليه ان يتصدق ويتبرع للفقراء والمساكين ولا يفسد في الارض بالبغي والظلم والبطش والفساد وحذروه بان الله لا يحب المفسدين.
أسرارعن قصر قارون |
فكان رد قارون عليهم يشمل كل معاني الغرور والفساد؛ حيث قال لهم: “إنما اوتيته على علم عندي” لان قارون وهبه الله من العلم الكثير والكثير فكان ماله مصدر من العلم لذلك قال اوتيته عن علمي، لقد انساه غروره مصدر هذه النعمة وحكمته، وفتنة المال واعماء الثراء فلم يسمع قارون لنداء قومه، ولم يستشعر نعمة الخالق الرزاق.
حيث خرج قارون في يوم على بافضل الزينة، فانجذب اليه قومه وتمنوا لو يكون عندهم مثل ما عند قارون وادركوا بان قارون وهبه الله ملكا عظيما ومالا كثيرا، فرد عليهم من سمعهم من اهل العلم والايمان، فقال لهم: ” ويلكم ايها المخدعون، احذروا الفتنة واتقوا الله واعلموا ان ثواب اللله خير من هذه الزينة، وما عند الله خيرا مما عند قارون، فندما تبلغ فتنة الزينة زروتها، وتتهافت امامها النفوس وتتهاوى، تتدخل القدرة الالهية لتضع حدا للفتنة وترحم الناس الضعاف من أغرائها، وتحطم الغرور والكبرياء”.
فيأتي العقاب حاسما وفاصلا ” فخسفنا به وبداره الارض، فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله، وما كان من المنتصرين” وبهذه الحقيقة السماوية الالهية الدامغة والقاطعة، يتأكد لنا أن هذا القصر لا علاقة له بقارون الذي ذكره الله في القران، حيث اكدت الاية الكريمة ان الله عز وجل خسف به وبداره الارض فلا يوجد شيء على الارض له علاقة بقارون.
كما اكدت الابحاث العلمية ان هذه القصة، قصة قصر قارون وملكيته لقارون الذي ذكر في القران الكريم انما هى اكذوبة وادعاء، حيث اثبتت الابحاث العلمية المقننة ان هذا القصر عبارة عن موقع اثري يوجد به معبد من اواخر العصر البطلمي وتحيط به بقايا المدينة القديمة“دينيسيوس” وقد تأسست في القرن الثالث قبل الميلادوازدهرت في العصر الروماني، حيث كانت منطقة حدود تخرج منها القوافل الى الواحات البحرية.
واكدت ايضا الابحاث العلمية ان هذا المعبد او هذا القصر خصص لعبادة الاله “سوبك” الذي كان يعتبر معبود هذا الاقليم آنذاك، وكان على هيئة تمساح؛ لان مدينة الفيوم كانت فيها بحيرة مليئة بالتماسيح، وتم اكتشاف هذه المدينة عام 1948م عن طريق بعثة فرنسية، فاسفرت هذه البعثه عن عن كشف حمام روماني وعدة منازل بعضها مزين بزخارف لها علاقة بعبادة الشمس.
فهو يعتبر أهم أثر فى مدينة الفيوم حيث يتكون هذا القصر من صالتين كبيرتينتقودان الى قدس الاقداس، الذي يتكون من ثلاثة مقاصير: الوسطى للمركب المقدس، والاخرتين: لوضع التماثيل الخاصه بالالهة، وتتعامد الشمس على قدس القداس في السابعة و55 دقيقة صباحا من يوم 21 ديسمبر من كل عام، لتدل على بداية فصل الشتاء.
قصر قارون تحت الماء |
فالحقيقة ان الجزء الظاهر من هذا القصر هو جزء بسيط جدا عنه، وأن معظم القصر مدفون تحت الارض، فالظاهر منه يعتبر بقاياه، وأن هناك داخل القصر نفقا تحت الارض يصل بين القصر ومدينة الاسكندرية، وأن من يدخل هذا القصر لايخرج منه أبد، وأن الوحيد الذي خرج من هذا القصر قد اصابه الجنون من هول ما رآه داخل هذا القصر الرائع.